قال الامام محمد الباقر (عليه السلام) :
بينما كان داود - على نبينا وآله وعليه السلام - جالسٌ وعنده شاب رثّ الهيئة يكثر الجلوس عنده ويطيل الصمت ، إذ أتاه ملك الموت فسلّم عليه ، وأحدّ ملك الموت النظر إلى الشاب ، فقال داود - على نبينا وآله وعليه السلام - : نظرت إلى هذا ؟.. فقال : نعم ، إني أُمرت بقبض روحه إلى سبعة أيام في هذا الموضع .
فرحمه داود فقال : يا شاب !.. هل لك امرأة ؟.. قال : لا وما تزوجت قط ، قال داود : فأت فلانا - رجلا كان عظيم القدر في بني إسرائيل - فقل له : إنّ داود يأمرك أن تزوجني ابنتك وتدخلها الليلة ، وخذ من النفقة ما تحتاج إليه وكن عندها ، فإذا مضت سبعة أيام فوافني في هذا الموضع .
فمضى الشاب برسالة داود - على نبينا وآله وعليه السلام - فزوّجه الرجل ابنته وأدخلوها عليه وأقام عندها سبعة أيام ، ثم وافى داود يوم الثامن ، فقال له داود : يا شاب !.. كيف رأيت ما كنت فيه ؟.. قال : ما كنت في نعمة ولا سرور قطّ أعظم مما كنت فيه ، قال داود : اجلس فجلس ، وداود ينتظر أن يُقبض روحه ، فلما طال قال : انصرف إلى منزلك فكن مع أهلك ، فإذا كان يوم الثامن فوافني ههنا .
فمضى الشاب ثم وافاه يوم الثامن وجلس عنده ، ثم انصرف أسبوعا آخر ثم أتاه وجلس ، فجاء ملك الموت داود ، فقال داود صلوات الله عليه : ألست حدّثتني بأنك أُمرت بقبض روح هذا الشاب إلى سبعة أيام ؟.. قال : بلى ، فقال : قد مضت ثمانية وثمانية وثمانية ، قال : يا داود !.. إنّ الله تعالى رحمه برحمتك له ، فأخّر في أجله ثلاثين سنة .
المصدر: قصص الأنبياء ص112 .
نسالكم الدعاء