الإمتناع عن تناول أكل اللحم أربعين يوما ً؟؟‎

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
اللهم صل على محمد و آل محمد

البعض يسعى إلى إصلاح نفسه و الوصول بروحه إلى الكمال بعمل بعض الأمور التي بإعتقاده تصل به إلى مُبتغاه
لكن -برأيي- كل عمل يكون بعيداً عن الشرع كوننا مسلمين أولاً و متمسكين بنهج أهل البيت "عليهم السلام" ثانياً لا يُحقق الغاية بشكلها الكامل
أو لنقل بالشكل الصحيح
و ربما يكون عمله يؤدي به إلى نقيض ما يرغب به أحياناً !!


من هذه الأمور فكرة (الإمتناع عن تناول أكل اللحم أربعين يوماً) يصل بالإنسان إلى مقام روحاني مختلف و يسمو بروحه إلى مكان أرحب ؟؟
فهل هذا الكلام صحيح ؟؟

حاولت البحث عن الموضوع و أحببت أن أضع لكم هنا نتيجة بحثي لتعم الفائدة على الجميع
لا حظت أن روايات أهل البيت "عليهم السلام" بشكل عام تدعوا إلى التقليل من تناول الطعام

فقد رَوى أبو بَصِيرٍ عَنْ الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) قَالَ : قَالَ لِي
:
يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ الْبَطْنَ لَيَطْغَى مِنْ أَكْلِهِ ، وَ أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ إِذَا خَفَّ بَطْنُهُ وَ أَبْغَضُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا امْتَلَأَ بَطْنُهُ

عن رسول الله "صلى الله عليه و آله" أنه قال: لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب، فإن القلوب تموت كالزرع إذا كثر عليه الماء

وقال "صلى الله عليه وآله" : إياكم والبطنة، فإنها مفسدة البطن ومورثة للسقم، ومكسلة عن العبادة

روي عن علي بن أبي الصلت ابن اخي شهاب بن عبد ربه قال: شكوت إلى أبي عبد الله عليه السلام ما ألقى من الأوجاع والتخم، فقال: تغد وتعش ولا تأكل بينهما، فإن فيه فساد البدن، أما سمعت الله عز وجل يقول:

(وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً)
(مريم،62)

إذن النتيجة التي نستخلصها من هذه الروايات هي أن أن التقليل و التخفيف من تناول الطعام بشكل عام
سبيل إلى صحة سليمة و عقل سليم
مما يؤدي بشكل أساسي إلى صفاء الروح

لكن هل هناك خصوصية للتقليل من أكل اللحم بالذات ؟؟


نأتي إلى الروايات فنجد أن هذا الأمر أيضاً مذكور
و أن اللحم فعلاً خُص دون غيره من الطعام

وفي طبّ النّبيّ (صلى الله عليه وآله) قال: قال:
«إنّ إبليس يخطب شياطينه فيقول عليكم باللّحم والمسكر والناي فإنّي لا أجد جماع الشّرّ إلا فيها»

قال أبو عبد اللّه (عليه السلام) في حديث:
«وكلوا اللّحم في كلّ أسبوع ولا تعوّدوه أنفسكم وأولادكم فإنّ له ضراوةً كضراوة الخمر، ولا تمنعوهم فوق الأربعين يوماً فإنّه يسيء أخلاقهم»


لا حظوا في الروايه نهي عن ترك تناول اللحم فوق الأربعين يوما ً ؟؟

بل هنالك أحاديث تدل على كراهة ترك أكل اللحم أكثر من اربعين ليلة فيسبب هذا قسوة القلب،
وهنالك أحاديث تقول بأن أكل اللحم أربعين صباحا كذلك يقسي القلب
وقال ( ص ) : من اكل اللحم اربعين يوماً صباحاً قسا قلبه

و من كتاب وسائل الشيعة
محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال
اللحم يُنبت اللحم ومن تركه أربعين يوما ساء خلقه ومن ساء في خُلقه فأذنوا في أذنه.
وكذلك :
محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن الحسين بن أبي العلا ،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وآله لحما يحب اللحم .

وعن محمد بن علي بن الحسين ، قال : قيل للصادق ( عليه السلام ) : بلغنا عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال
إن الله تبارك وتعالى ليبغض البيت اللحم واللحم السمين ،
فقال ( عليه السلام ) : إنا لنأكل اللحم ونحبّه ، وإنما عنى ( عليه السلام ) البيت الذي يؤكل فيه لحوم الناس بالغيبة ، وعنى باللحم السمين : المتبختر والمختال في مشيه .

إذن ما نفهم من هذه الروايات أن القول السائد بإن
الإمتناع عن تناول أكل اللحم أربعين يوماً
يؤدي إلى رقة القلب و إدارا الدموع و صفاء الروح
هو فهم خاطئ للروايات
بل العكس أن ترك تناول اللحوم لهذه المدة تؤدي إلى قسوة القلب .
يعني نقيض النتيجة تماماً

فالبطنة عموما تعمي القلب لذى يستحب البقاء طاوي البطن
لكن لاإفراط ولاتفريط


سلامي للجميع و أتمنى أن أكون وفقت في طرح هذا الموضوع

شكرا لك على الموضوع الرائع