نور الشمس
عدد المساهمات : 2972 تاريخ التسجيل : 09/11/2011
| موضوع: 8 شوال ذكرى هدم قبور أئمة البقيع (عليهم السلام) الجمعة أغسطس 16, 2013 5:50 pm | |
| خطبة السيد الشهيد الصدر(قدس سره) في ذكرى تهديم قبور أئمة البقيع(ع)
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيمبسم الله الرحمن الرحيمفي هذا الشهر القمري بالذات , وفي اليوم الثامن منه بالضبط , قام الوهابيون السعوديون قبل حوالي سبعين عاماً , بهدم القبور والمباني التي كانت موجودة في مقبرة المدينة المنورة يومئذ ,والمسماة بقيع الغرقد , أو البقيع كما نسميه اليوم , فأصبح هذا الهدم والإجرام مصدر آسى وحزن للمسلمين عامة وللشيعة خاصة , حتى قال قائلهم البيت الذي سمعناه في بعض الخطب السابقة :أثامن شوال جلبت لنا الأسى كأنك من شهر المحرم عاشرُوأصبح المتشرعون المخلصون يجلسون فيه للعزاء كما يجلسون في وفيات المعصومين ( سلام الله عليهم) .الخطوة الأخرى : أن خفاء تاريخ البقيع ,والجهل بحاله للناشئة والشباب في هذه العصور المتأخرة , ناشئ من قلة المصادر أولا , والتعتيم الإعلامي السعودي والغربي عليه ، بحيث يقلل من أهميته , أو تزول أهميته بالمرة , فأريد الآن أن أعطيكم فكرة متكاملة نسبياً عن مقبرة البقيع , لكي نعرف مدى أهميته الكبرى لدى جميع المسلمين من ناحية وفي مذهبنا من ناحية ثانية , فنستطيع عندئذ أن نقدّر حجم الجريمة الكبرى في إزالة هذا المرفق الإسلامي التاريخي المقدس العظيم , وأهم المصادر التي وجدتها تتعرض أليه هي ( دائرة معارف القرن العشرين ) لفريد وجدي , و( دائرة المعارف الإسلامية ) وهي مترجمة لجماعة من الكُتّاب والاختصاصين , وجعفر الخليلي في ( موسوعة العتبات المقدسة ) قسم المدينة المنورة , ولعل أهم وأوسع من تعرض لذلك هو كتاب ( مرآة الحرمين ) لإبراهيم رفعت باشا , الا أنه من الواضح أن كل هذه الكتب قليلة النسخة , ومما لا يلتفت إليها الناس , فتبقى هذه الأمور بما فيها تاريخ البقيع تحت التعتيم الإعلامي بكل سهولة , وأنا الآن أذكر موجزاً عن ذلك بمقدار ما يناسب الخطبة , ولا مجال للكثير طبعاً الذي يحتاج الى مجلد كامل , قال في ( دائرة المعارف الإسلامية ) ما لفظه ,مع شرح قليل مني :﴿ بقيع الغرقد ويقال له أيضاً البقيع فقط , هو مقبرة المدينة – يعني المدينة المنورة – وهذا الاسم يعني الغرقد أو بقيع الغرقد يدل على أنها أرض كانت في الأصل مغطاة بنوع من شجر التوت مرتفع , وكان هذا الموضوع وما يزال في أقصاها – أي في أقصى المدينة في ذلك الحين طبعاً , قبل التوسع العمراني – في أقصاها من الناحية الجنوبية الشرقية خارج سورها الحديد , الذي ينفتح فيه باب يعرف بباب البقيع , ويؤدي الى المقبرة – التي هي البقيع نفسه –وأول من دُفن بالبقيع هو الزاهد عثمان بن مظعون صاحب النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) , ودُفن به أيضاً بنات النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) , وولده الصغير إبراهيم , وزوجاته – هذا يدل على مدى الأهمية للبقيع طبعاً , الأهمية الإسلامية على كل المذاهب , فأين هذه القبور الآن , وكلها أصبحت شوارع وبيوت وعمارات وأنتهى الحال , يقول : وبمرور الزمن أصبح مما يُشرّف المرء أن يرقد رقدته الأخيرة في هذه البقعة بين آل محمد والائمة والأولياء , وأقام أحفاد أكابر من دفن في هذه المقبرة شواهد وقِباباً على قبور ذويهم مثل قبة ضريح ( الحسن بن علي ) التي يقول عنها أحد المؤرخين أنها بلغت من الارتفاع مبلغاً عظيماً – وكل هذا حديث دائرة المعارف الإسلامية ﴾ وزار ( بور خارت ) هذا المكان بعد غزوة الوهابيين , فوجد أنه أصبح اتعس المقابر حالاً في المشرق , والبقيع من مزارات المدينة التي يؤمها الحجاج , شأنه في ذلك شأن قبر حمزة في أحد وقِبا – يعني مسجد قِبا . وقال جعفر الخليلي في قسم المدينة من ( موسوعة العتبات المقدسة ) صفحة 100 وما بعدها , وأقرأ لكم النص بالكامل لكي تعرفوا أهمية البقيع , والمصيبة العظمى والجريمة الشنعاء في هدمها وتناسيها .قال البقيع اشهر موقع من مواقع المدينة , بل من أشهر مواقع الحجاز قاطبةً , وبقيع الغرقد هذا هو الذي ورد ذكره في مرثية عمر بن النعمان البّياضي لقومه , وكانوا قد دخلوا في بعض حروبهم حديقة من حدائقهم – كانما بستان من بساتينهم – وأغلقوا بابها عليهم على ما يروون , ثم أقتتلوا في داخل البستان , فلم يُفتح الباب الا بعد أن قتل بعضهم بعضا , فقال في ذلك عمر بن النعمان :خلت الديار فسُدت غير مسّود ومن العناء تفردي بالسُؤددِأين الذين عهدتهم في غبطةٍ بين العقيق الى بقيع الغرقدِكانت لهم أنهاب كل قبيلةٍ وسلاح كل مجرب مستنجدِنفسي الفداء لفتيةٍ من عامرٍ شربوا المنية في مقامٍ أنكدِقومٍ هُم سفكوا دماء سراتهم بعضٍ ببعضٍ فعل من لم يرشدِيا للرجال لفتيةٍ من دهرهم تُركت منازلهم كأن لأم تُعهدِواتخذ البقيع مقبرة , وسميت ببقيع الغرقد , لانها كانت مغطاة بالنباتات الجوفية المعروفة بالغرقد ,واما كلمة البقيع فمعناها المكان المزروع بعدد من أنواع الشجر , ولذلك سماها الرحالة السويسري ( بور خارت ) جنة البقيع , يعني الحديقة أو البستان المسمى بالبقيع , وشهره قد رافقته منذ أن أصبح مدفناً لعدد من عظماء المسلمين , وأئمتهم , وأعلام الأنصار والمهاجرين , وكان النبي ص يقصد البقيع , يؤمه كلما مات أحد من الصحابة ليصلي عليه ويحضر دفنه, وقد يزور البقيع في أوقات أخرى ليناجي الأموات من أصحابه ويطلب منهم الرحمه , وقد روى مسلم في الصحيح عن عائشة أنها قالت " كان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) كلما كانت ليلتي منه يخرج من أخر الليل الى البقيع فيقول سلامٌ عليكم دار قومٍ مؤمنين , واتاكم ماتوعدون , وانّا أن شاء الله بكم لاحقون , اللهم أغفر لاهل بقيع الغرقد " وحدّث محمد بن عيسى بن خالد عن عوسجة قال " كنت أدعو ليله الى زاوية دار عقيل بن أبي طالب التي تلي الباب , فمر بي جعفر بن محمد – يعني الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام – فقال لي أعن أثر وقفت هاهنا ؟ قلت لا , قال هذا موقف نبي الله (صلى الله عليه واله وسلم ) بالليل إذا جاء يستغفر لاهل البقيع "لذلك كبر شأن البقيع وكثر رواده بقصد الدعاء والاستغفار أو التسلية , طبقاً للحديث الوارد( إذا ضاقت الصدور فعليكم بزيارة القبور ) حتى أصبح ملتقى الجماعات , وأشبه ما يكون بالمنتدى والمجلس العام لاجتماع الناس في أوقات فراغهم , لقد روي أن عمر بن الخطاب أمر الذين يريدون ان يتحدثوا في أمور دنياهم في المسجد , أن يخرجوا الى البقيع ليتحدثوا هناك بشؤونهم الخاصة , واتسعت رقعة البقيع , وعظم شأنها , حتى قيل أن عدد الذين دُفنوا فيها من الصحابة كان عشرة آلاف صحابي , والظاهر أن هذه المقبرة ظلت عامرة بأضرحتها وابنيتها – ولا زال الكلام لــــ ﴿ موسوعة العتبات المقدسة ﴾ – والظاهر أن هذه المقبرة ظلت عامرة بأضرحتها , وابنيتها الضخمة , والقبب القائمة على مدافن المشاهير والأعلام , حتى قيام الوهابية التي كانت من مذهبها تسوية القبور بالأرض , فسويت تلك الأضرحة والمدافن كضريح العباس بن عبد المطلب , والسيدة فاطمة الزهراء " هو يقول هكذا , وهو أحد المحتملات في مدفن الزهراء ( سلام الله عليها ) على أية حال " وإبراهيم النبي (صلى الله عليه واله وسلم ), والخليفة عثمان بن عفان , والإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام , وعدد من التابعين أمثال نافع شيخ الإمام مالك , ومن تابعي التابعين أمثال مالك إمام المدينة , ويمر بن جبير الرحالة في القرن السادس الهجري بالبقيع , فيصف المقبرة وصفاً خلاصته " أن بقيع الغرقد واقع شرقي المدينة , تخرج اليه على باب يُعرف بباب البقيع , واول ما تلقاه عن يسارك عند خروجك من الباب المذكور مشهد صفية عمة النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) وهي أم الزبير بن العوام , وأمام هذه التربة مالك بن أنس الإمام المدني وعليه قبة صغيرة مختصرة البناء , وامامه قبر السلالة الطاهرة , إبراهيم بن النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) وعليه قبة بيضاء وعلى اليمين تربة أبن لعمر بن الخطاب أسمه عبد الرحمن الاوسط وهو المعروف بأبي شحمة , وبازاءه قبر عقيل بن أبي طالب , وعبد الله بن جعفر الطيار , وبازائهم روضة فيها أزواج النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) , وبازائها روضة صغيرة فيها ثلاثة من أولاد النبي (صلى الله عليه واله وسلم ), وتليها روضة العباس بن عبد المطلب , والحسن بن علي وهي قبة مرتفعة في الهواء على مقربة من باب البقيع المذكور وعن يمين الخارج منه , ورأس الحسن ع الى رجلي العباس , وقبراهما مرتفعان عن الأرض , متسعان , مغشيان باللواح بأبدع إلصاق , مرصّعةٌ بصفائح الصفر , ومكوكبة بمساميره ,على أبدع صفة وأجمل منظر , وعلى هذا الشكل قبر إبراهيم بن النبي ص , ويلي هذه القبة العباسية بيت يُنسب لفاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم )ويُعرف ببيت الحزن أو بت الأحزان , يقال أنه البيت الذي أوت اليه (سلام الله عليها ) والتزمت فيه الحزن على موت أبيها المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم ), وفي آخر البقيع قبر الخليفة عثمان وعليه قبة صغيرة مختصرة , وعلى مقربة منه مشهد فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب ( سلام الله عليه ) , يقول أبن جبير : " ومشاهد هذا البقيع أكثر من أن تحصى , لانه مدفن الجمهور الأعظم من الصحابة .المهاجرين والأنصار , وعلى قبر فاطمة المذكورة ( يعني بنت أسد ) مكتوب " ما ضم قبر أحد كفاطمة بنت أسد رضى الله عنها وعن بنيها " ويمر أبن بطوطة بعد أبن جبير بما يقرب مائة وخمسين سنة بالبقيع , فيصف البقيع وصفاً مطابقاً لوصف أبن جبير في تحديد هذه المشاهد والقبور والقبب والأضرحة " الى أن قال في " موسوعة العتبات المقدسة " صفحة 105 ( وفي أوائل القرن التاسع عشر الميلادي زار الحاج عبدالله " بور خارت " ( يسميه بالحاج وهو ليس بحاج , لانه مسيحي من المستشرقين ) البقيع وقيل بل كان أسمه الحاج بور خارت إبراهيم فقال عنه ما ملخصه :﴿ في اليوم الذي أداء الحاج واجباته للمسجد والحجرة " يعني حجرة قبر النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) " تجري العادة بذهابه الى مقبرة المدينة تكريماً لذكرى القديسين الكثيرين المدفونين بها – يتكلم بلهجة مسيحية طبعا , ( المهم نحن نقرأ عبارته ) – وهي تجاور أسوار البلد على مقربة من باب الجمعة وتسمى البقيع , صورتها مربع مكوّن من بضع مئات من الأذرع , يحيط به جدار يتصل من الجنوب باب المدينة , وتحيط من سائر نواحيه مزارع النخيل , وهذا المكان حقير جداً بالنظر الى قداسة الأشخاص الذين يحتوي رفاتهم , ولعله أشد المقابر قذارة وحقارة بالقياس الى مثله في أية مدينة شرقية في حجم المدينة ( المدينة المنورة ) فليس به متر واحد حسن البناء , كلا , بل ليست فيه أحجار كبيرة عليها كتابة أُتخذت غطاءاُ للقبور , أمنا هي أكوام من تراب أُحيطت بأحجار غير ثابته ( هذا بعد الهدم طبعاً هكذا حدث ) وزيارات بور خارت الحجاز كانت بعد غزو الوهابيين الذين سووا هذه القبور مع الأرض , وحين عاد الأمر الى العثمانيين بعد إجلاء الجيوش المصرية للوهابيين- أكرر بعد إجلاء الجيوش المصرية للوهابيين أعادوا بناء كثير من القباب , وشادوها على صورة من الفن تتفق مع ذوق العصر ﴾ .وقد ذكر صاحب مرآة الحرمين هذه الأضرحة والقبب وصّورها في كتابه . والنسخة مطبوعة وموجودة وفيها صورة البقيع وقبة أهل البيت" سلام الله عليهم " وحين عاد بعد أكثر من مائة سنة على حملتهم الأولى عادوا الى هدم تلك القبب والأضرحة ومساواتها بالأرض , ويزور الدكتور محمد حسين هيكل البقيع بعد بور خارت بما يُقرب من مائة وخمس وعشرين سنة فيقول "" أنه لم يجد في البقيع بقية لبناء أو قبة على الأجداث , مما حمل بور خارت على ان يسمي هذا المكان جنة البقيع قبله بمائة وخمس وعشرين سنة , كذلك يقول أنه لم يجد بها أكوام من التراب ولا حفراً ولا حثالة ,وانما وجد فيها قبوراً مسواة بالأرض يحيط بكل قبر منها أحجار صغيرة تُعلمهُ ولولا أنك تعرف ان هذا المكان هو البقيع , وأن به رُفاتاً خلّف أصحابها على التاريخ اعظم الذكر , ولولا هذه الأحجار المحيطة بكل قبر لخلتها كما يقول هيكل فضاءاً مسوراً لا شيء فيه البته "" انتهى كلام جعفر الخليلي في ( موسوعة العتبات المقدسة) وقال في مرآة الحرمين صفحة 425 بعد ان عبر عن مقبرة البقيع انها مدفن اهل المدينة الى يومنا هذا اي الى يوم تأليف الكتاب والكتاب مطبوع باخراج معتنى به وجميل صادر بتاريخ 1344 هجري الموافق 1925 ميلادي الطبعة الاولى قال : البقيع محل مستطيل الشكل شرقي المدينة خارج سورها طوله مائة وخمسون مترا في عرض مائة متر (يعني حسب فهم بحجم مسجد الكوفة مرتين تقريبا) ويقال له بقيع الغرقد لان هذا النوع من الشجر كان كثيرا فيه ولكنه قطع والبقيع في اصل اللغة الموضع الذي به وورم يعني جذور وروم الشجر من ضروب شتى والغرقد كبار العوسج. قال : وهذا المكان به مقابر كثيرة من الصحابة والتابعين وكبار المسلمين وقد دفن به من الصحابة نحو عشرة الاف وتفرق باقيهم في البلدان. قال : ونظرا الى ان السلف الصالح كان يتجنب البناء على القبور وتجصيصها وقد افضى ذلك الى انطماس معالم كثير من قبورهم فلذلك لا تعرف قبور كثيرة منهم الا افرادا معدودة اقيمت على قبور بعضهم قباب ومن اولئك الافراد ابراهيم ورقية وفاطمة اولاد الرسول (صلى الله عليه واله) وفاطمة بنت اسد ام علي بن ابي طالب رضي الله عنهما وعبد الرحمن بن عوس وعبد الله بن مسعود وسعد بن ابي وقاص واسعد بن زرارة وخنيس بن حذافة السهمي والحسن بن علي (يعني الحسن المجتبى (سلام الله عليه)) ومعه قبر بن اخيه زين العابدين علي بن الحسين (سلام الله عليه) وابو جعفر الباقر محمد بن زين العابدين (سلام الله عليهما) وجعفر الصادق بن الباقر (سلام الله عليهما) وممن علم قبره بالبقيع العباس بن عبد المطلب واخته صفية وابن اخيهما ابو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وامير المؤمنين عثمان بن عفان وسعد بن معاذ الاشهلي وابي سعيد الخدري وكل وزجات الرسول (صلى الله عليه واله) دفن بالمدينة الا خديجة فبمكة والا ميمونة فبسرس رضي الله عن الجميع. والعباس والحسن بن علي ومن ذكرناه معه تجمعهم قبة واحدة هي اعلى القباب الموجودة هناك كقبة ابراهيم وقبة عثمان التي بناها السلطان محمود سنة 1233 هجرية وقبة الزوجات وقبة اسماعيل بن جعفر الصادق (عليه السلام) وقبة الامام ابي عبد الله مالك بن انس الاصبحي امام دار الهجرة وقبة نافع شيخ القراء وهناك قبة تسمى قبة الحزن يقال انها في البيت الذي آوت اليه فاطمة بنت النبي والتزمت الحزن فيه بعد وفات ابيها (صلى الله عليه واله) (انا اكرر لكم حتى يصير مركوز في الذهن ان هذا موجود في المصادر الرئيسية والقديمة). وكان بالبقيع قباب كثيرة هدمها الوهابيون الا ان يقول : وقد كان (صلى الله عليه واله) يزور بقيع الغرقد ويدعو لاهله بل امره ربه بذلك كما يدل عليه حديث عائشة عند مسلم والنسائي فان فيه ان جبرئيل (عليه السلام) قال للنبي (صلى الله عليه واله) ان ربك يأمرك ان تأتي اهل البقيع فتستغفر لهم. ثم قال ويزور اهل المدينة البقيع في كل يوم خميس ويضعون على القبور الريحان بجانبه بعض الازهار (يعني الحال على ذلك في ذلك الحين) واضاف لا يدخل شيعي قبة اهل البيت بالبقيع (وهذا يعرفنا ان قبة المعصومين اسمها قبة اهل البيت) الا اذا دفع خمسة قروش كما انه لا يدخل الكعبة الا من دفع ريالا ما لم يكن ذا يسار (ثري) فيؤخذ منه مبلغ كبير (هو الخدمة طماعين على اية حال) الى آخر ما قال. ولنا على ذلك عدة تعليقات بمقدار ما تسع الخطبة في عدة نقاط : النقطة الاولى :ان الوهابيين هدموا قبورا مسلمة الصحة والقدسية عند المسلمين جميعا بمختلف مذاهبهم بل ادى ذلك الان الى نسيان مواضعها والاعراض عنها تماما بحيث بنيت فوقها العمارات والبيوت ورصفت الشوارع وانتهى الحال. فمن يرضى من المسلمين بهذه النتيجة لذرية النبي (صلى الله عليه واله) اولاده الصلبيون وبناته او البنات المنسوبين اليه ولزوجاته والمعنونين من الصحابة ومن الواضح ان الوهابية جاءت اصلا مضادة لكل مذاهب الاسلام بكل تاكيد واما ميلها ظاهرا الى المذهب السني باعتبار ايمانهم بالخلافة الاولى والا فاختلافاتهم مع الاتجاه السلفي التقليدي لدى اخواننااهل السنة واضح يكفي ان نلتفت الى ان الوهابيين لا يتبعون اي مذهب من مذاهب الجماعة اعني المذاهب الاربعة وانما يعتبرون نفسهم مذهبا مستقلا وهو مما لا ترضاه المذاهب الاربعة كلها كما هو واضح. النقطة الثانية : يبدو من المصادر التي قرأنا بعضها الان ان للوهابيين عدة حملات في تهديم قبور بقيع الغرقد وليست هذه الحملة المعروفة التي شارك فيها عبد العزيز بن سعود مؤسس الدولة السعودية الحالية والتي امر مفتيهم في ذلك الحين بن بليهل ليست هي الحملة الوحيدة كما هو المعرف بين المتشرعة الان وان كان هي اشهرها واشدها تأثيرا في هدم القبور وانما هي الحملة الاخيرة. والظاهر انها انما اكتسبت هذه الاهمية اعني في التطرف في الجريمة لانها هي التي هدمت قبة اهل البيت التي كانت مقامة على قبور المعصومين (سلام الله عليهم) والتي سمعنا ذكرها في مراة الحرمين وتوجد لها صورة في هذا الكتاب وغيره. ومعنى ذلك انها بقيت محفوظة من التهديمات السابقة فلم يجرؤا على تهديمها الا في الحملة الاخيرة المذكورة بحيث زامنت وجود التصوير الفوتغرافي وحصلت لها عدة تصاوير ولو كانت مهدومة قبل ذلك لما حصل ذلك كما هو واضح وحسب المنقول ان الحملة الاخيرة للتهديم حصلت في 8 شوال عام 1344 هجرية الموافق 1923ميلادية اي قبل حوالي سبع وسبعين سنة. النقطة الثالثة : ان المنطقة التي بقيت معروفة الى الان من البقيع هو المقدار الذي نراه في الصورة المعروفة التي تباع في الاسواق والتي فيها قبور المعصومين الاربعة المدفونين هناك وقبر العباس بن عبد المطلب وقد استمرت محفوظة ومعروفة بفضل الله القادر القاهر جل جلاله. ومن ذلك نعرف اننا نستطيع بالدقة معرفة محل قبة اهل البيت المهدومة فانها كانت على هذه القبور انفسها مع وجود ما سمعناه في داخل من الاضرحة والزينة والزخارف التي سرقت كلها من قبل القائمين بالهدم كما هو واضح. وبطبيعة الحال فان كل الشيعة بما فيهم شيعة العراق وايران ولبنان وباكستان وغيرهم مستعدون لاعادة البناء على القبور المهدومة وهي امنية كانت ولا تزال وستبقى في قلوبنا حتى يقضي الله ما هو قاض. كل ما في الامر انه يتوقف موافقة الحكومةالسعودية ومتى وافقت فان هذا البناء سيبدأ فورا وليت شعري فانه ليس هناك اي ضرر سياسي ولا اجتماعي ولا ديني على الحكومة السعودية بل فيها نفع لها لانها ستكتسب حسن الظن بها من قبل المسلمين جميعا فلماذا ترفض الحكومة السعودية ذلك ؟ ومن المعلوم ان القبور المشيدة موجودة في السعودية ولم تقم بهدمها بفضل الله سبحانه وتعالى وعلى رأس هذه القائمة مرقد النبي (صلى الله عليه واله) والشيخين ومرقد عثمان وقبر حمزة سيد الشهداء وغيرها فهلا كان هذا واحدا منها، فاما الكل يهدموه واما الكل يبقوه لماذا هدموا هذا وابقوا هذا لو كان غير جائز شرعا في نظرهم اذن هذا ينبغي ان يهدم ! وهو لا يقل اهمية بالتاكيد عن كل ذلك (اي قبور البقيع) وعلى اي حال فهذا خطاب جديد وصيحة محررة للحكومة السعودية بالسماح باقامة قبة اهل البيت (عليهم السلام) صادرة من الحوزة الشريفة في النجف الاشرف. النقطة الرابعة : نشر مؤخرا في احدى المطبوعات الدورية نص الرسالة المرسلة من شيعة المدينة المنورة بالتبليغ بحصول المصيبة الكبرى بهدم قبور المعصومين (سلام الله عليهم) تقول الرسالة : من المدينة المنورة الى حجج الاسلام السيد حسن الصدر وغيره عظم الله اجوركم في مصيبة رسول الله (صلى الله عليه واله) واهل بيته. الوهابيون خربوا القبور الشريفة ثم صدر الامر بهدم وتخريب المراقد الشريفة فشرع الجند اولا بنهب جميع ما تحتويه تلك البنايات المقدسة في البقيع من الفرش والستائر والمعلقات والسرج وغير ذلك وبدأوا يخربون تلك المشاهد المقدسة وفرضوا على بنائي المدينة الاشتراك في التخريب والتهديم (طبعا جبرا واكراها) والمطلوب الان ان يقف على خبر هذه الفاجعة جميع المؤمنين الذين يأملون بواسطة هؤلاء الائمة الطاهرين المهدومة قبورهم، يأملون الشفاعة والزلفى من الله تعالى ليتدارك ما وقع. اليوم الثامن من شهر شوال وقع التخريب والهدم في القبة المقدسة في البقيع ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. يلزم عليكم ان تبادروا الى اخبار علماء العراق جميعا بهذه الحاثة الفجيعة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قال : وقد ارسلت رسائل كثيرة من قبل علماء المدينة المنورة ومكة المكرمة الى علماء النجف والكاظمية وبغداد بهذا الامر. وبعد وصول الخبر الى بغداد فقد ابرق علماء بغداد ايضا الى البلاد الاسلامية برقيات قريبة المضامين مما ذكر لاستنهاض همم المسلمين وتنبيه الغافلين. اقول : وقد قيلت في ذلك قصائد عاطفية دينية كثيرة منها البيتان اللذان احفظهما للسيد صدر الدين الصدر : الا ان حادثة البقيع يشيب لهولها فود الرضيع وسوف تكون فاتحة الرزايا اذا لم نصحوا من هذا الهجوع اذالم نصحوا من هذا الهجوع وكانت فعلا فاتحة الرزايا وجربناه والى يومنا الحاضر في كل بلاد الاسلام. النقطة الخامسة : ينبغي ان لا ننسى ان للزهراء علاقتان مرويتان بالبقيع كلاهما ذهبا بهذا التهديم الظالم وحصل نسيان الموقع وعدم امكان التعرف على المكان بالدقة : احدهما : مدفنها فان البقيع احد المحتملات لوجود قبرها الشريف (عليها السلام) وقد سمعنا من المصادر السابقة انه كانت توجد بقعة في البقيع بعنوان كونه قبر الزهراء (عليها الصلاة والسلام) كما كانت توجد لسائر اولاد النبي (صلى الله عليه واله) وبناته مثل ذلك وقد اندرس كل ذلك بهذا الهدم الظالم على اية حال. ثانيهما : بيت الاحزان او قبة المبكى وقد كان موجودا في البقيع كما سمعنا من المصادر وشمله التهديم الظالم. وهذا مروي في مصادرنا بكل تاكيد وذلك ما مضمونه ان الجماعة حين شكوا كثرة بكاء فاطمة في بيتها (حيث كانوا يأتون يشكون الى امير المؤمنين انه قل لها لا توعينا بالليل وبالنهار) وان بكائها يمنعهم من الراحة ليلا ونهارا قالوا : اما ان تبكي في الليل او في النهار. فلما كانت على ذلك شكوا منها ايضا، فبنى لها زوجها امير المؤمنين بيتا في خارج المدينة او في البقيع لاجل ان تخرج وتبكي فبه وسماه بيت الحزن او بيت الاحزان ثم ان الاجيال المتاخرة عن ذلك العصر قد بنوا عليه قبة سميت بقبة المبكى. وزال كل ذلك بهذا التهديم الظالم. ومن كل ذلك نعرف ان اليوم الثامن من شوال يوم ذكرى تهديم القبور يوازي في الاهمية يوم وفاة احد المعصومين (سلام الله عليهم) وهذا الشعر يقول يوازي يوم عاشوراء : كانك من شهر المحرم عاشره..
| |
|