بعد وفاتك .. ما الذي يمكن أن يقع لحسابك في الفيسبوك؟
أعلن موقع "الفيسبوك" مؤخراً عن تعديل يهمّ الاطلاع على حسابات الأشخاص المتوفين، فبعدما كان الأمر محصوراً لأصدقاء الراحل، حتى ولو كانت إعدادات حسابه مفتوحة للجميع، فقد صار اليوم ممكناً مشاهدة والتفاعل مع منشورات الفقيد السابقة وفق نفس نظام الخصوصية الذي كان متبعاً له، وهو ما يظهر جليّاً في ما كتبه هذا الموقع في مدونته أول أمس الجمعة:" "نحن نحترم الخيارات التي يأخذها مستخدمونا قبل وفاتهم، وفي الوقت نفسه نتيح لمجتمعهم البعيد وأصدقائهم وعائلاتهم الاطلاع على المحتوى نفسه الذي اعتادوا عليه قبل فقدان أحبائهم".
هذا التعديل الجديد يثير سؤالاً قديماً-جديداً يُطرح بين الفينة والأخرى داخل الموقع الافتراضي الأول في العالم، ويتعلق بمصير الحسابات التي رحل أصحابها إلى دار البقاء، فبعض أصدقاء الراحل يحاولون إشعار إدارة الموقع بضرورة إغلاق الحساب نهائياً، وهناك من يرغب في بقاء الحساب كخيط من الذكرى، وطبعاً لا أحد يعرف رغبة الراحل في الإبقاء على أو حذف حسابه بعد رحيله، إلا في حالة ما إذا ترك وصية تتضمن ما يريده بحسابه بعد الرحيل، هل يوصي أصدقاءه خيراً بحائطه البسيط ويُبقي عليه بالتالي حياً؟ أم يفضل أن يرحل هو الآخر عن القارة الزرقاء؟
بخصوص قضية الوصيّة، فهناك تطبيق خارجي على هذا الموقع يسمى "إذا ما مُتْ"، يمكّن المستخدِم من نشر فيديو أو رسالة خاصة عندما يرحل عن الوجود، طريقة الاستخدام سهلة كما جاء في نص تقديم التطبيق، تقوم بداية بالتقاط الفيديو لك تتحدث فيه عن آخر ما تريد للآخرين أن يسمعوه منك، أو تكتب رسالة خاصة لبعض الناس(سر، اعتذار، طلب..)، وبعد ذلك تختار ثلاثة أصدقاء تثق فيهم (عليهم أن يؤكدوا هذه الثقة)، وهكذا عندما تُوارى التراب، يقوم هذا التطبيق تلقائياً بنشر ما أردته أن يظهر بعد وفاتك، بعد تلقيه إشعاراً ممّن وثِقت بهم.
أما بخصوص خدمات "فيسبوك" الخاصة للحسابات التي رحل أصحابها، فهو يقدّم خيارين، الأول هو الإلغاء التام للحساب، وهذه الإمكانية لا تتوفر سوى لأقرباء الراحل، الذين يتوّجب عليهم إرسال وثيقة تثبت قرابتهم مع الفقيد، ومن هذه الوثائق نسخة من عقد الازدياد أو شهادة الوفاة أو شهادة أخرى تثبت أن من يتواصل مع "فيس بوك" هو الممثل الشرعي للراحل.
أما الثاني، فهو تحويل الحساب إلى نصب تذكاري للفقيد، بحيث يمكن لأصدقائه ومتابعيه أن يقدموا التعازي أو أن يجددوها في كل ذكرى سنوية لوفاته، وهذا الخيار هو الذي همه التعديل مؤخراً بحيث لم يعدْ أمر التفاعل ومشاهدة الحساب مقصوراً على أصدقاء الراحل، بل يمكن التفاعل بنفس الإعدادات السابقة التي كان الحساب يشتغل بها قبل وفاة صاحبه.
ولتفعيل الخيار الثاني، يمكن لأصدقاء الراحل ملأ استمارة بسيطة يقدمها "فيس بوك"، تتضمن اسم ورابط الحساب المُراد تحويله إلى صفحة إلكترونية توثق الوفاة، زيادة على معلومات أخرى متعلقة بزمن الوفاة وبدليل حدوثها (خبر في جريدة مثلاً).
تِلك حلول إلكترونية يقدمها المارد الأزرق للتعامل مع حالات مؤلمة تحدث بين الفينة والأخرى داخل أركانه، يؤكد بها أنه فعلاً موقع اجتماعي بامتياز، فمثلما يكون شاهداً على لحظات الفرح كالزواج أو ازدياد مولود أو النجاح في الدراسة، فهو كذلك يريد أن يكون شاهداً على لحظات الحزن والتي يبقى الموت أكثرها مرارةً، لذلك فقد يكون الوقت مناسباً للبعض منا من أجل التفكير فيما سيقع لحسابه بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى، هذا إذا لم يختر إقفال حسابه ما دام على قيد الحياة، كي ينتهي نهائياً من كل هذا الجدل.