يقول الدكتور أحمد متولى استشارى الأمراض النفسية والعصبية، إن السبب الدقيق للوسواس القهرى غير معروف تماما، فقد أظهرت الدراسات أنه ناجم عن مزيج من العوامل البيولوجية والبيئية, فبالنسبة للعوامل البيولوجية أظهرت الدراسات أن انخفاض مستويات هرمون السيروتونين فى الدماغ قد يؤدى إلى أعراض الوسواس القهرى, وهناك أدلة قوية على أن الخلل فى توازن مستويات السيروتونين قد ينتقل بالوراثة, وبالنسبة للعوامل البيئية يمكن للضغوطات البيئية المختلفة أن تؤدى لاضطراب الوسواس القهرى، خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم ميل لتطوير هذا الاضطراب, وهذه العوامل تشمل العنف البدنى أو النفسى، وكثرة التغييرات الحادة فى الحياة كتغيير المسكن، أو المرض, أو وفاة إنسان عزيز, أو التغييرات والمشاكل فى العمل أو الدراسة, أو المشاكل الزوجية.
ويستطرد "متولى": هناك أبحاث تدعى بأن اضطراب الوسواس القهرى قد تطور لدى أطفال معينين عقب الإصابة بالتهاب الحنجرة (الحلق)، الناجم عن الجراثيم العقدية فى الحنجرة، لكن الآراء انقسمت حول مصداقية هذه الأبحاث، ومن الواجب تدعيمها بالمزيد من الدلائل حتى يتم الإقرار بأن الجرثومة العقدية فى الحنجرة يمكن أن تسبب فعلا اضطراب الوسواس القهرى.
ويوضح الدكتور متولى، أن الوسواس القهرى لا يزول من تلقاء نفسه، ولذلك فمن المهم جدا الحصول على العلاج, والنهج الأكثر فعالية هو الدمج بين الأدوية والعلاج السلوكى المعرفى، حيث إن الهدف منه هو تعليم الأشخاص المصابين بالوسواس القهرى كيفية التعامل مع مخاوفهم والحد من القلق من دون أداء طقوس سلوكية أيا كانت.
ويشير "متولى" إلى أن العلاج يركز أيضا على الحد من شدة هذه الأفكار, إلى جانب العلاج الدوائى ويفضل تناول الأدوية المضادة للاكتئاب فهى توازن مستويات السيروتونين فى الدماغ وتقلل من أعراض الوسواس القهرى بواسطة نسيان القلق والتخفيف من شدة الأفكار المزعجة، ويجب أيضا أن نوفر العلاج البيئى والاجتماعى، حيث يحتاج المريض أحيانا إلى تغيير مكان العمل والسكن حتى يبتعد عن مصدر الوساوس، خاصة إذا كانت له علاقة بالخوف من هذه الأمراض أو التلوث بالميكروبات.
ويؤكد "متولى" أن هناك طرقا أخرى لعلاج الوسواس القهرى كــ"العلاج السلوكى"، وهو الأول فى العلاج للوسواس القهرى وخاصة فى حالات المخاوف والطقوس القهرية إما بالتحصين البطىء أو التعرض المباشر ثم الامتناع، و"العلاج التدعيمى" ورفع الذات والثقة بالنفس، وكثرة الاستغفار والدعاء واتباع الأساليب العلمية والطبية السليمة، و"العلاج الكيميائى" حيث تستخدم العقاقير المضادة للقلق والاكتئاب والأدوية المساعدة فى اختفاء التوتر والاكتئاب المصاحبين للوساوس، مما يجعل المريض قادرا على مقاومته راغبا فى الاستمرار فى نشاطه الاجتماعى، أو "العلاج الكهربائى" وإن كان لا يفيد فى حالات الاكتئاب الشديدة والأفكار السوداوية.