كيف تكسبين قلبه؟
السيد فاضل علوي آل درويش 8 / 6 / 2014م - 9:13 ص
المشاعر العاطفية جانب من جوانب شخصية الإنسان، ولابد من إشباعها كما يتمّ إشباع بقية احتياجات الفرد، وتظهر أهمية هذه المشاعر في أنها تُحافظ على تجدّد الحياة الزوجية، وعدم إصابتها بفيروس الروتين والملل، وعدم فقدان العش الزوجي لنكهته الخاصة بالنسبة للزوجين، فيفقدهما انسجاماً وانجذاباً لشريك الحياة.
كما أن مشاعر الحب يُمكن أن تبرز كمواقف عملية من شوق ولهفة للقاء الطرف الآخر في العلاقة الزوجية إلا من خلال إتقان هذه المهارة، فالحب والمودة مهارة كبقية المهارات التي يُتقنها الإنسان، فالحب بين الزوجين له لغته وأُسلوبه، وهناك خطوات لابد من القيام بها، وذلك لإيجاد حالة الانجذاب والحب بينهما، ومنها:
1 - حالة التودّد مع الزوج: وذلك بإظهار المشاعر الحانية التي بداخلك والتعبير عنها بكلمات جميلة تجاه شريك الحياة، وكما يُقال: لكل مُثير استجابة، فإن هذه الإثارة العاطفية لابد أن تلقى لها استجابة كردّة فعل على تودّدك، وعلى الزوجة أن لا تيأس إن لم تلق استجابة في بداية الأمر، فإن الحب والود كالنبت يحتاج إلى عوامل الإنبات، وبعد فترة زمنية ومع الاستمرار لابد أن يظهر أثره وثمره، وكذلك تودّد الزوجة يوقظ مشاعر الزوج والتي تكون في حالة سُبات ولا يُمكن إيقاظها دفعة واحدة، فعبارات الحب التي تتفوّه بها الزوجة لها أثران مزدوجان، فالأثر الأول هو ما تحدثه تلك العبارات من دفق فوّار لمشاعر الحب، والذي تنشأ منه عبارات سيّالة تتميّز بالصدق والصفاء تجاه الزوج، فتنبثق منها عين فوّارة، تمدّ لسانها بالعبارات الجميلة، والأجمل هو أن تعبّر عنها بأساليب فنية، كأن يجد ورقة صغيرة عند وسادته أو المرآة في غرفة النوم تعبّر بها عن مشاعرها، أو تبعث له رسالة على جوّاله.
ولا شك أن الزوجة ستشعر بصعوبة في التعبير عن مشاعرها، والبعض يأخذها ضعف شخصيتها بقوة إلى الرجوع عن هذه الخطوة، ولكن لتعلم الزوجة أن مشاعر الحب هي التي تشكّل ضمانة لحياة زوجية سعيدة، وتطرد الملل عن الزوجين وينبغي أن تكون تلك العبارات العاطفية صادقة وتعبّر عن الواقع، بمعنى أن تكون كلمات مدح لموقف جميل صدر من الزوج، أو إحساس جميل بالمعاملة الحسنة التي تلقاها من زوجها.
والأثر الآخر للعبارات العاطفية هي ما تُحدثه من حالة تحريك لمشاعر الزوج، فإن استمرار الزوجة في التعبير عن مشاعرها، يُحدث استجابة عند الزوج، فيبدأ في الرد على تلك العبارات والمواقف العاطفية بمثلها.
2 - تُحبّيه كنفسك: تترسّخ العلاقة بين الزوجين، من خلال الانطلاق بهذه العلاقة على قاعدة أن تحب للآخر ما تحب لنفسك، فترغب أن ترى الزوجة زوجها متحلياً بالصفات الجميلة الحسنة، وإذا رأت منه موقفاً خاطئاً أو أسلوباً غير مرغوب فيه، فإنها تنصحه وتبيّن له خطأه؛ لأنها لا ترغب أن ترى ما يستنقص شخصيته، فما أعظم أن يكون عند الزوج امرأة تعمل على إسعاده والرقي بشخصيته، ولكن ينبغي أن يتم ذلك التوجيه من خلال حوار هاديء ونقد جميل لا يجرح المشاعر.
3 - الاهتمامات الخاصة: من وسائل التقارب مع الآخر هو الحديث عن الأمور التي يحبها ويهتم بها، فتبادل الحديث عنها يُنشيء حالة الأنس والارتياح، والمرأة العاقلة هي التي تخصّص وقتاً في كل يوم، تتحدّث فيه مع زوجها عن عمله واهتماماته فذلك طريق للدخول إلى قلبه وامتلاك مشاعره، فإذا تحدّثت معه عن هواياته وأصدقائه وتطلّعاته المستقبلية، سيتلهّف على الجلوس معها، وبذلك استطاعت الزوجة أن تكون أقرب الناس إليه، ومحل بثّ همومه وأسراره.
4 - التعبيرات العاطفية: المشاعر العاطفية هي انجذاب للآخر، والتعبير عن هذه العلاقة أمر مهم، فكلمة «أحبك» لها وقعها السحري على قلب الزوج والرسائل العاطفية إلى جوال الزوج، والتي تُعبّر فيها الزوجة عن حبها، «أحبك - حبيبي - أغلى التاس - أرق إحساس»، تأخذ من قلب الزوج مأخذه، وتحرّك عملية تبادل المشاعر بين الزوجين.
لا نبالغ إن قلنا أن هذه الكلمة الرائعة «أحبك» تمثّل عنصراً مجدداً للعلاقة بين الزوجين، فلا تدع الملل والروتين يتسلّل إلى حياتكما، بترك تلك الهمسات العاطفية.
ولا تنظر الزوجة إلى من يبدأ بالبوح بالمشاعر أولاً، فحياتك الزوجية السعيدة تستحق أن تبادري قبله في إبداء همسات الحب والحنان.
5 - الجو الشاعري: من المهم لتأخذ الكلمات العاطفية مأخذها من القلب، أن يتم اختيار الجو المناسب، فلا يمكن للزوج أن يتأثّر بهذه الكلمات وهو في حالة تعب أو يكون عنده مشاعر قلق وتفكير في أمر ما، لذا لابد للزوجة أن تختار الوقت المناسب والذي تشعر فيه أن الزوج مهيّء نفسياً لذلك.
6 - التجديد: تساعد التغييرات التجديدية والتي تحدثها الزوجة في أثاث المنزل وكذلك التجديد في هندامها وملابسها بما يناسب ذوق زوجها ويستهويه، فهذا يساعد على استعادة أجواء السعادة والراحة النفسية، فيشعر الزوج بأن هذه التغييرات نابعة من قلب يحمل له كل مشاعر الحب والحنان.