كان حبيب بن مظاهر الاسدي من الفقهاء وانه كان صاحب بصيرة في دينه، حفظ القرآن كله، وكان يختمه في كل ليلة من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر،علمه أمير المؤمنين (عليه السلام) علم المنايا والبلايا.1
ولقد أشار الامام الحسين (عليه السلام) لعلمه وفقهه بقوله (من الحسين بن علي بن أبي طالب إلى الرجل الفقيه حبيب بن مظاهر .
أمّا بعد يا حبيب فإنّك تعلم قرابتنا من رسول اللّه ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وأنت أعرف بنا من غيرك ، وأنت ذو شيمة وغيرة ، فلا تبخل علينا بنفسك يجازيك جدي رسول اللّه ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) يوم القيامة)2 .
وقف#الامام_الحسين " عليه السلام " وهو صريع في المعركة وقال: لله درك يا حبيب لقد كنت فاضلا تختم القرآن في ليلة واحدة.3
وفي رجال الكشي : عن جبرئيل بن أحمد ، عن محمد بن عبد الله بن مهران ، عن أحمد بن النضر ، عن عبد الله بن يزيد الأسدي، عن فضيل بن الزبير قال : مر ميثم التمار على فرس له فاستقبل حبيب بن مظاهر الأسدي عند مجلس بني أسد فتحدثا حتى اختلفت أعناق فرسيهما ثم قال حبيب : لكأني بشيخ أصلع ضخم البطن ، يبيع البطيخ عند دار الرزق ، قد صلب في حب أهل بيت نبيه (عليه السلام) ويبقر بطنه على الخشبة .
فقال ميثم : وإني لأعرف رجلا أحمر له ضفيرتان يخرج لنصرة ابن بنت نبيه ويقتل ويجال برأسه بالكوفة.
ثم افترقا فقال أهل المجلس : ما رأينا أحدا أكذب من هذين قال : فلم يفترق أهل المجلس حتى أقبل رشيد الهجري فطلبهما فسأل أهل المجلس عنهما فقالوا : افترقا وسمعناهما يقولان كذا وكذا ،
فقال : رشيد رحم الله ميثما نسي " ويزاد في عطاء الذي يجيئ بالرأس مائة درهم " ثم أدبر فقال القوم : هذا والله أكذبهم.
فقال القوم : والله ما ذهبت الأيام والليالي حتى رأيناه مصلوبا على باب دار عمرو بن حريث ، وجيئ برأس حبيب بن مظاهر وقد قتل مع الحسين ورأينا كل ما قالوا وكان حبيب من السبعين الرجال الذين نصروا الحسين (عليه السلام) ، ولقوا جبال الحديد واستقبلوا الرماح بصدورهم ، والسيوف بوجوههم ، وهم يعرض عليهم الأمان والأموال ، فيأبون فيقولون : لا عذر لنا عند رسول الله إن قتل الحسين ومنا عين تطرف .4
المصادر:
1- رجال الطوسي : 1 / 292 .
2- موسوعة طبقات الفقهاء ( المقدمة ) - الشيخ السبحاني - ج 2 - ص 23 .
3 - شجرة طوبى -الشيخ محمد مهدي الحائري -ج 2 -ص 442
4- بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 45 - ص 92 -