الزيارة الاربعينية

الزيارة الاربعينية

{رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ }إبراهيم37

وجاهدت في سبيله حتى اتاك اليقين فلعن الله من
قتلك ولعن الله من ظلمك ولعن الله امة سمعت بذلك فرضيت به اللهم اني اشهدك اني ولي لمن والاه وعولمن عاداه بابي انت وامي يأبن رسول الله اشهد انك كنت نورا في الاصلاب الشامخة والارحام المطهرة لم تنجسك الجاهلية بأنجاثها ولم تلبسك المدلهمات من ثيابها واشهد انك من دعائم الدين واركان المسلمين ومعقل المؤمنين واشهد انك الامام البر التقي الرضي الزكي الهادي المهدي واشهد اني بكم مؤمن وبإيابكم مؤجن بشرائع ديني وخواتيم عملي وقلبي لقلبكم سلم وامري لأمركم متبع ونصرتي لكم معدة حتى يأذن الله لكم فمعكم معكم لا مع عدوكم صلوات الله عليكم وعلى ارواحكم واجسادكم وشاهدكم وظاهركم وباطنكم امين رب العالمين .
لنا اللهم اني استودعك تلك الانفس وتلك الابدان حتى ترويهم من الحوض يوم العطش فما زال (صلوات الله عليه )يدعو بهذا الدعاء وهو ساجد فلما انصرف قلت له جعلت فداك لو ان هذا الذي سمعته منك كان لمن لا يعرف الله لظننت ان النار لا تطعم منه شيئا ابدا والله لقد تمنيت اني كنت زرته ولم احج فقال لي ماأقربك منه فما الذي يمنعك من زيارته يامعاويةلاتدع ذلك قلت جعلت فداك فلم ادر ان الامر يبلغ هذا كله فقال يامعاوية ومن يدعو لزواره في السماء اكثر ممن يدعو لهم في الارض لا تدعه لخوف من احد فمن تركه لخوف رأى من الحسرة ما يتمنى ان قبره كان بيده(اي تمنى ان يكون قد ظل عنده حتى دفن هناك ) اما تحب ان يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله وعلي وفاطمة والائمه المعصومين (عليهم السلام ) اما تحب ان تكون غدا ممن تصافحه الملائكة اما تحب ان تكون غدا في من يأتي وليس عليه ذنب فيتبع به اما تحب ان تكون ممن يصافح رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)

المقدمة
مما لاشك فيه ان للزيارة الاربعينية ابعاد عديدة فالبعد الديني الدور الكبير والاثر البالغ فيها وذلك من خلال التقرب الى الله سبحانه وتعالى من خلال هذه الشعيرة وان زيارة الأربعين من الشعائر المهمة لذلك اصبحت لاحاديث المروية عن اهل البيت (عليهم السلام ) ومنها قول الامام الصادق (عليه السلام ) الى الصحابي معاوية بن وهب البجلي الكوفي يامعاوية لا تتركه لخوف من احد الى اخر الحديث المروي عن دعائه لزوار ابي عبد الله الحسين (عليه السلام )وكذلك قول الامام العسكري من علامات المؤمن خمس( صلاة احدى وخمسين وتعفير الجبين والتختم باليمين والجهر باسم الله الرحمن الرحيم وزيارة الاربعين ) وتكون ايضا تجسيدا لقوله تعالى ( وابتغوا الى الله الوسيلة )وبما ان الامام الحسين (عليه السلام ) امام مفترض الطاعة منصب من الله عز وجل فكان لزاماً علينا ونحن المذنبين العاصين البعيدين عن طاعة الله ان نتخذ من الامام الحسين (عليه السلام ) وجيهاً عند الله لقبول حاجاتنا ولغفران ذنوبنا ولنكون قريبين من قول الامام الصادق (عليه السلام ) (احيوا امرنا رحم الله من احيا امرنا ) ومن جانب اخر نستفيد من هذه الزيارة بعض الابعاد الاخلاقية ومنها على سبيل المثال الايثار والجود والتضحية ونكران الذات وغيرها من الامور وهناك كذلك البعد الروحاني الذي نفهمه من خلال التفكر في واقعة الطف الاليمة ومسير السبايا وما رافقها من احداث مأساوية يندر لها جبين الانسانية لذلك نحن نشعر بأن ما يتعرض له اتباع اهل البيت ( عليهم السلام )في هذا الزمان هو امتداد لتلك الواقعة الاليمة اذ لابد ان يكون هناك جانب غيبي في هذه الزيارة من خلال المسير اياما طويلة ولمسافات واسعة وما يرافقها من خدمات على طول الطرق المؤدية الى كربلاء حتى وصل الامر عند بعض الدول المتطورة وذات امكانيات هائلة بان هذه الزيارة لا يمكن لأي دولة في العالم ان توفر الخدمات بكل اشكالها لأنها من المحال الا في كربلاء وكيف هذه البقعة الصغيرة من الارض وفق المقاييس الطبيعية ان تستوعب هذه الحشود المليونيرة الهائلة من الزوار في ارض لا تستوعب ربع هذا العدد في باقي اراضي المعمورة اذن هناك امور غيبية اراد منها الله ان يعلم الانسانية مدى عظمة ومنزلة الامام الحسين (عليه السلام )وهذه هي فكرة الكتاب
تمهيد
المعروف ان يوم الاربعين هو يوم ورود حرم الحسين (عليه السلام )المدينة عائدات من الشام وهو يوم ورود جابر بن عبد الله الأنصاري (رضي الله عنه )كربلاء لزيارة الامام الحسين (عليه السلام ) في يوم( العشرين من صفر) لذلك اصبح هذا اليوم من اكثر واهم الايام في حياة المسلمين المنصفين لله ولرسوله بصورة عامة ولشيعة اهل البيت بصورة خاصة لذلك نجد انصار اهل البيت (عليهم السلام ) يتسابقون للإحياء هذا اليوم الخالد بشتى الوسائل المتاحة وتقديم اروع صور العزاء للإل الرسول الكريم محمد( صلى الله عليه واله وسلم )ولابرازفاجعة الطف من جهة وفاجعة السبايا من جهة اخرى ومن جانب اخر يكون احياء هذه المناسبة ببذل الغالي والنفيس من اجل بقاء هذه الشعيرة على مدى الزمان فنرى حكام بنو امية وبنو العباس قد حاربوا وبشتى الوسائل انصار الحسين (عليه السلام ) من الذهاب الى زيارته في كربلاء لانهم يعلمون ما معنى الحسين (عليه السلام ) وتضحيته بأعز ما يملك فقدم اهل بيته واولاده وانصاره قرابين تضحية وفداء من اجل راية الحق راية( الله اكبر ) وان يضحي بروحه الطاهرة وانفاسه الزكية في سبيل دين الله ليبقى خالدا على مر ن الزمان متزامنا مع البقاء الحسيني وهذا ما جسدته المقولة الخالدة (الاسلام محمدي الوجود حسيني البقاء ) فنجد حكام بنو امية وبنو العباس فعلوا كل شيء من اجل اطفاء الثورة الحسينة الخالدة ولكن هيهات انى لهم ذلك فوصل الامر بهم ان يقتلوا ويقطعوا اجزاء من اجساد الزائرين لقبر الحسين (عليه السلام ) لمنعهم من الوصول الى كعبة الأحرار ولكنهم فشلوا رغم جبروتهم وطغيانهم وقسوتهم لان الحسين (عليه السلام )ملك القلوب والعقول واصبح القلب ينبض بحب الحسين (عليه السلام )فكان لزاما عليهم ان ينتزعوا القلوب من اماكنها ولكن هيهات ان ينتزعوا الحسين (عليه السلام ) من العقول ولم يتوقف العداء على بنو امية وبنو العباس بل توالت الازمان وتعددت الادوار والهدف واحد هو التخلص من النهضة الحسينية وما يمثله الحسين (عليه السلام )من ثورة في نفوس الضعفاء والفقراء وما حول الجرائم التي اقترفها بحق اتباع اهل البيت (عليهم السلام ) وبكثرة زادت من عزيمة واصرار شيعة اهل البيت (عليهم السلام ) المضحين بأرواحهم من اجل زيارة الحسين (عليه السلام ) حتى اصبحت الزيارة الاربعينية اكبر شاهد على طغيان الحكومات وحكامها المتغطرسين واصبحت دليلا وشاهدا على مدى حب الحسين (عليه السلام ) من قبل أنصاره واحبائه لذلك عبر عنها الامام العسكري (عليه السلام ) بانها من علامات المؤمن فضل الزيارة اعلم ان فضل زيارة الحسين (عليه السلام ) في العشرين من صفر مما لا يبلغه البيان حتى انها تعدل الحج والعمرة والجهاد بل هي افضل بدرجات حسب الروايات الكثيرة وهي ايضا اي الزيارة الاربعينية تورث المغفرة وطول العمر والحفاظ في النفس والمال وزيادة الرزق وقضاء الحوائج ورفع الهموم والقربات وتركها يوجب نقصا في الدين وهو ترك حق عظيم من حقوق النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) واقل ما يؤجر به زائره هو ان يغفر ذنوبه وان يصون الله نفسه وماله حتى يرجع الى اهله فاذا كان يوم القيامة كان الله له احفظ من الدنيا وفي روايات كثيرة ان زيارته (عليه السلام )تزيل الغم وتهون سكرات الموت وتذهب بهول القبر وان ما يصرف في زيارته (عليه السلام )يكتب بكل درهم مائة الف درهم وفي رواية عشرة الاف درهم وان الزائر اذا توجه الى قبره (عليه السلام)استقبله اربعة الاف ملك فاذا رجع منه شايعته وان الانبياء والاوصياء والائمة المعصومين والملائكة (سلام الله عليهم اجمعين ) يزورون الحسين (عليه السلام )ويدعون لزواره ويبشرونهم بالبشائر وان الله تعالى ينظر الى زوار الحسين (عليه السلام )قبل نظره الى من حضر عرفات وانه اذا كان يوم القيامة تمنى الخلق كلهم ان كانوا من زواره لما يصدر منه (عليه السلام )من الكرامة والفضل في ذلك اليوم

Admin عدد المساهمات : 842 تاريخ التسجيل : 09/11/2011

شكرا لك على الطرح

شكرا لك على الطرح

عدد المساهمات : 3206 تاريخ التسجيل : 09/11/2011

كل الشكر والتقدير لك على هذا الموضوع
وفقك الله لكل خير

شكرا لكم على المرور