نور الشمس
عدد المساهمات : 2972 تاريخ التسجيل : 09/11/2011
| موضوع: القصة واقعية وحدثت في الهند تفاصيلها محزنة جداً تدمع لها العين وتعكس جانب من الحياة في الهند .. السبت يونيو 20, 2015 8:41 pm | |
| في إحدى الليالي الماطرة في الهند ، وبالتحديد في منطقة تُدْعَى (لاكناو) ، بينما كان الرجل الهندوسي الفقير بائع الشاي واقفا أمام قِدْرٍ تتصاعد منه بخار الشاهي الحار،امام حديقة عامة ، لاحظ الرجل وجود طفل صغير يتراوح عمره ما بين اثنان ونصف الى ثلاث سنوات،، تائها مُتْعبًا ، وكانت عيناه تبحثان عن شخص، وكان الصغير يتنفس بطريقة توحي بشعوره للخوف، وأما وجهه فقد كان مليئا بالوحل والذي يعني أنَّ الطفل قد تعثَّر عدة مرات وسقط في الطين ،، ترك الرجل قِدْر الشاهي المغلي ، وتوجه بسرعة نحو الصغير : (بُنَي ، من انت؟ أين والديك؟ ) أخذ الطفل يتكلم بلغة غير مفهومة نظرا لصغر سنه، ولكن ابتلَّتْ وجْنَتاه بالدموع، واخَذَ يشْهَق من البكاء الشديد، حضنه الرجل ليهديء من رَوعه وقال له : ( حبيبي ما اسمك؟؟ )، فرد عليه الطفل بسرعة: (انا أكبر) .. استنتج الرجل الهندوسي الفقير من خلال الاسم بأن الطفل التائه مسلم الديانة، فأخذ الرجل بيد الطفل باحثا عن والديه في الحديقة ولكن دون جدوى ! وبعدها توجه الى محل قريب واخرج بضع روبيات (العُمْلة الهندية) ، فأخذ يعدُّها واشترى خبزا من إحدى المطاعم ليسد به جوع الصغير ، فالتهم الصغير الخبز بسرعة فائقة ، ومن ثم رفع عيناه نحو العجوز مبتسما في وجهه! ذهب العجوز ومعه الطفل الى اقرب مركز للشرطة للتبليغ عن حالة هذا الطفل المفقود، ولكنه تفاجأ بعدم وجود اي بلاغ بفقدان الطفل، فنصحه الشرطي بأن يأخذ الطفل الى دار الأيتام لحين العثور على والديه، فنظر العجوز نحو (أكبر) نظرة تملؤها الرحمة، فإيداع اي طفل في دار الأيتام في الهند يعني تعريض الطفل لعدة أخطار أولها الجوع والضرب وقد تصل الى مرحلة الاعتداء الجنسي وجرائم أخرى، فأخذت الأفكار السيئة تتوالى في ذهن الرجل ، فعلى سبيل المثال خاف عليه ان يتم بيعه للمافيا في الهند ويتم استئصال أعضائه وبيعها! او أن يتم تشويه الطفل بالمياه الحارقة(تيزاب) ليتم استغلاله للتسول، كل تلك الأفكار جعلت الرجل العجوز يأخذ (أكبر) معه الى منزله الصغير .. كان العجوز يبلغ الجميع عن الطفل المفقود لعل وعسى ان يجدوا أهله، وكما أنه كان يتردد كثيرا الى مراكز الشرطة للتأكد ما اذا تم تسجيل اي بلاغ بشأن فقدان أكبر ، ولكن دون جدوى ، لم يسأل اي شخص عن هذا الصغير، تعلّقَ العجوز بالطفل الصغير ونظرًا لشدة فقر البائع ، فقد كان يعمل لساعات إضافية في المطعم ليبيع الشاي ، حتى يصرف على الصغير من مأكل ومشرب ، والجدير بالذكر ان الرجل الهندوسي كان يراعي بأن اكبر من ديانة تختلف عن ديانته، ولكن غريزته الانسانية جعلته بأن يُراعي تلك الفروقات، فمثلا كان الهندوسي نباتيا (اي لا يأكل اللحوم) لان اكل اللحوم من المحرمات عند الهندوس، ولكنه كان يشتري اللحوم للطفل ويطبخها له ويطعمه مراعيا ديانته، وكان يطلب من جيرانه بأن يعلموا الطفل المسلم طريقة الوضوء والصلاة ، وتعليمه الأركان الاساسية. وكل يوم جمعة كان يأخذ الطفل الى مسجد الحي ، ويقف عند الباب منتظرا الطفل حتى انتهاء الصلاة، كبر الطفل وكان ينادي العجوز (بابا) ، ففي نفس البيت كانت تتعالى فيه أصوات تلاوات من آيات القرآن الكريم، وكذلك كانت تُسْمع فيه أصوات الأجراس والتراتيل الهندوسية أمام التمثال .. كان العجوز يأخذ أكبر معه الى مقر العمل فكان اكبر يجلس امام العجوز يقرأ من كتبه المدرسية، هذا العجوز الذي كان يُدْعَى (ايكو لال) كان فقيرا بالكاد يؤمن قوت يومه ولكن قلبه الكبير وسماحته جعلاه يتجاهل حالته المادية ، فأخذ يعمل ويضغط على نفسه ليدفع ليُدْخِلَ الطفل في المدرسة ، حتى يكون متعلما وليس أمّيًا مثله، أحَبَّ الجميع هذا العجوز وأخلاقه وطيبة قلبه ، فكان جيرانه المسلمين يتسابقون لخدمته وكان بعض الهندوس يوسوسون له بأن يجعل الطفل هندوسيا، وبعد خمس سنوات بعدما كبر (اكبر) ذاع صيت الاثنان في القرية ، فتهافت الاعلاميون لمقابلة العجوز ( ايكو لال) و (أكبر) ، والقنوات الإخبارية أخذت تُذيع قصتهما! في يوم من الايام جاء رجل الشرطة الى المطعم الذي كان يعمل فيه العجوز ، فقال له: تم تسجيل بلاغ بفقدان الطفل ، ويدَّعي الرجل بأنه والد (اكبر) البيولوجي! كان وقْع هذا الخبر كالصاعقة على رأسيهما، بعد خمس سنوات تذكر الوالدان بأن لهما ابن مفقود؟! فأين هما طيلة هذه السنوات؟! لم يقتنع العجوز بالأمر، فتم جره من محكمة الى محكمة ، وفي إحدى المرات كان واقفا في القاعة امام القاضي ، وقفت أمامه محامية الأب واتهمته بالوغادة و انه يستغل الطفل لأغراض جنسية !! فتم إحالة اكبر الى الطب الشرعي لفحصه وتبين انه لم يتعرض لما تم اتهام العجوز به! أصبحت قضية الاثنين تشغل الرأي العام، فقد اتهم الناس والدي الطفل بالطمع ، لأنهما لم يسألا عن الطفل ولم يبحثا عنه ولم يسجلوا بلاغا واحدا ، ولكن عندما اشتهر الطفل ركضا نحو عتبات المحاكم ! ( انقلب السحر على الساحر) ، فتم الضغط على الاب عوضا عن العجوز ، فتم توجيه عدة أسئلة مباشره له: لماذا لم تسجلوا بلاغا للبحث عن ابنكم؟ لماذا لم تبحث عنه في الأماكن المجاورة؟ وكيف فُقِدَ الطفل ، فتبين الآتي: والد (اكبر )رجل سِكِّير من الدرجة الاولى ، وفقير وهامل لاسرته ، ففي سنة 2002م كان الاب مخمورا ومعه ابنه (اكبر) متوجها نحو أحد المحلات لشراء المزيد من زجاجات الخمر المحلي، وبينما كان فاقدا لوعيه وفي قمة السكر ، ضاع ابنه ولم يتذكر التفاصيل، فاقتنع انه تم اختطافه او انه لم يعد على قيد الحياة نظرا للظروف الأمنية في الهند ! . وقف العجوز واخذ يبكي، قائلا : انا وُلِدَت يتيم الاب ، فبعد وفاة والدته تبناه رجل مسلم وأحسن اليه رغم فقر الرجل المسلم، ولم يجبره على دخول الاسلام ولم يُحقره ، وإنما كان ينصحه بدخول دين الاسلام،، الى ان مات ذلك المسلم،، فيقول عندما وجدت هذا الطفل كنتُ على يقين بأن هذا امتحان لي ، وحان الوقت لرد الجميل،، وبعد النظر في تفاصيل القضية طلب القاضي بأن يصعد (أكبر ) وكان عمره 10سنوات ، فسأله القاضي : ما رأيك يا بُني؟ هل تريد ان تكون بجانب أُخوتك ووالديك؟ ام تريد ان تكون بجانب(ايكو لال) ، فأشار الطفل نحو بائع الشاهي ، وقال: هذا ابي ، وانا أريده ولن أتخلى عنه! فحكمت المحكمة بأن العجوز هو من يحتفظ بالفتى ..
| |
|
نجوم
عدد المساهمات : 3206 تاريخ التسجيل : 09/11/2011
| موضوع: رد: القصة واقعية وحدثت في الهند تفاصيلها محزنة جداً تدمع لها العين وتعكس جانب من الحياة في الهند .. السبت يونيو 20, 2015 9:25 pm | |
| | |
|
كريم أهل البيت الإدارة لمنتدى كامل
عدد المساهمات : 620 تاريخ التسجيل : 09/11/2011
| موضوع: رد: القصة واقعية وحدثت في الهند تفاصيلها محزنة جداً تدمع لها العين وتعكس جانب من الحياة في الهند .. الإثنين فبراير 19, 2018 10:38 pm | |
| | |
|
أم حسن
عدد المساهمات : 270 تاريخ التسجيل : 12/11/2011
| موضوع: رد: القصة واقعية وحدثت في الهند تفاصيلها محزنة جداً تدمع لها العين وتعكس جانب من الحياة في الهند .. السبت فبراير 24, 2018 9:57 pm | |
| | |
|